في ذلك فرصة السعى على معاشهم وأرزاقهم، ومنحة راحتهم وطمأنينة سكونهم، لئن سألتهم من فعل ذلك؟ ليقولن في جواب سؤالك لهم: الله وحده هو الذي فعل ذلك، ولا يجدون سبيلا إلى إنكاره أو التردد فيه، فكيف يصرفون بعد هذا الإقرار عن عبادتهم له، وينقلبون إلى عبادة الأوثان؟
والاستفهام هنا إنكار واستبعاد من جهته - تعالى - لتركهم العمل بموجب جوابهم عن الله - تعالى -.
هذه الآية تبين أثرا من آثار قدرته الباهرة التي تجلت في الآية السابقة في خلق السموات والأرض، فإن القادر على خلق السموات والأرض وتسخير الشمس والقمر لا يعجزه إجراءُ الرزق على مخلوقاته.
والمعنى: الله القادر على ما ذكر هو الذي يبسط الرزق ويوسعه على من يشاء من عباده الذين يعلم من شأنهم أن البسط يصلحهم، وهو الذي يقدر الرزق ويضيقه على من يشاء من عباده الذين يعلم أن البسط يبطرهم، ويفسد أحوالهم، وحول هذا المعنى قال ﷺ فيما يرويه عن ربه ﷿: "إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادى من