للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرسول وإنكار ما جاء به بعد عجزهم عن محاكاته أو معارضته، وقوله - تعالى -:

﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ﴾: تأكيد لاستحقاقهم الإقامة في جهنم، والخلود في عذابها، أي: لقد استوجبوا الثَّوَاء في جهنم خالدين في عذابها بمجاوزتهم الحد في الكذب على الله، وتكذيب رسول الحق والصدق، فهي فسيحة الأرجاء، ألم يعلموا أن في جهنم مثوى للكافرين، حتى اجترأوا هذه الجرأة؟ وقد نزلوا منزلة العالمين بذلك لغاية وضوحه.

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

[المفردات]

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾: غالبوا أنفسهم وشيطانهم وأعداءهم لأجلنا.

﴿لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾: لَنُيَسَّرَنَّ لهم طرق الوصول إلينا.

[التفسير]

٦٩ - ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾:

هذه الآية تختم سورة العنكبوت فتربط آخرها بأولها، فقد ذكرت الآيات في أولها أن المؤمنين لا يستحقون جميل الجزاء لمجرد قولهم: آمنا، دون أن يتعرضوا للفتن، ويمتحنوا بالشدائد والمحن، فيجاهدوا في الله أنفسهم، ويبذلوا منها ومن أموالهم وأهليهم، ثم تجيء هذه الآية في ختامها تطمئن المؤمنين على فضل جهادهم، وثواب بلائهم في نصرة دين الله، وإعلاء كلمته، ليتجلى في كتاب الله العزيز الإعجازُ المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

والمعنى: والذين غالبوا وجالدوا من أجلنا، وفي سبيل نشر ديننا، وتصديق رسولنا محسنين في كل ما يفعلون ويتركون، لنهدينهم السبل الموصلة إلى مرضاتنا، ولنسهلن لهم طرق الوصول الي جنتنا، وإن الله لمع المحسنين بالنصر والعزة في الدنيا، وبالنعيم المقيم في الجنة.