للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الطغيان بقوله ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ﴾: أَي ولا تطغوا بسبب الرزق بأن تحملكم السعة والعافية على العصيان لأَن الطغيان تجاوزُ الحد إِلى ما لا يجوز ﴿فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي﴾: أي فيجب ويقع عليكم مقتى. ﴿وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾: أَي ومن ينزل عليه غضبي بسبب ارتكابه ما نهيته عنه، فقد هلك، وقِيل: فقد سقط وتردى في الهاوية وهى قعر جهنم.

٨٢ - ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾:

وإنى لكثير المغفرة لمن تاب من شركه ومعاصيه وآمن بى وعمل صالحًا، ثم استمر مهتديًا. وقيل: المراد بقوله ﴿ثُمَّ اهْتَدَى﴾ ثم طهر قلبه من الأَخلاق الذميمة، كالعُجْبِ والحسد والكِبر وغيرهما، بعد ما آمن وعمل صالحًا، وقال ابن عطية: الذي يَقْوَى ويظهر في تفسير ﴿ثُمَّ اهْتَدَى﴾ أَن يكون المعنى ثم حفظ معتقداته من أَن تخالف الحق في شيءٍ من الأَشياءِ، فإِن الاهتداءَ على هذا الوجه غير الإِيمان وغير العمل، اهـ.

والتوبة التي أَشارت الآية إلى تكفيرها الذنوب والخطايا، هي التوبة النصوح؛ التي يقلع بها التائب عما كان فيه، ويعزم على أَلا يعود إليه أَبدًا، ويندم على ما فعل، فإن كانت المعصية في حق آدمى يزاد على ذلك أَن يبرأَ منها؛ برد الحق إِلى صاحبه إِن كان مالا ونحوه وبتمكينه من نفسه أَو طلب عفوه إِن كان حيًّا.

﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (٨٣) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾

[المفردات]

﴿مَا أَعْجَلَكَ﴾: ما حملك على العجلة والسرعة.

﴿هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي﴾: هم قادمون بعدى يسيرون على أَثرى.