وقال أيضًا: وذكر لنا أن عمر بن الخطاب ﵁ كان يقول: عروة الإسلام شهادة أن لا إله إِلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والطاعة لمن ولاه الله أَمر المسلمين. رواه ابن أبي حاتم، انظر ابن كثير.
هذه الآية مستأنفة لتقرير ما قبلها من حسن حال المؤمنين، وترغيب سواهم في أن يكونوا منهم.
والمعنى، ومن يطع الله فيما فرضه على عباده، ويطع رسوله فيما بينه من الفرائض والسنن، ويخشى الله على ما مضى من ذنوبه، ويتقه فيما يستقبل من عمره، فأولئك هم الفائزون بالنعيم المقيم في جنة الرحمن الرحيم، دون عن عداهم من المنافقين والكافرين.
﴿جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾: أَي طاقة أيمانهم (١)، والمراد: أنهم بلغوا أقصى المراتب في الإقسام بالله، و (جَهْدَ) مصدر في موضع الحال بتأْويله بجاهدين ﴿طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ﴾ أَي: طاعتكم طاعة معروفة باللسان، فلا تقسموا، فالجملة علة للنهى عن القسم الكاذب
(١) وفي إضافة الجهد للإيمان مجاز بالاستعارة، لأن الجهد الحالف، وليس اليمين.