الحديث متصل عن القرآن الكريم، وإثبات إعجازه بعد الإخبار بنزوله.
والمعنى: وما كنت يا أيها النبي الأمي قبل إنزال القرآن إليك تقدر أن تقرأ شيئًا من كتاب، أي كتاب، ولا تقدر أن تكتبه، أو تكتب شيئًا منه، ولو كنت ممن يقدر على شيء من ذلك أو يتعاطاه إذا لكان لهؤلاء المبطلين المنكرين وجه في الارتياب والشك في أنه من عندك مع معرفتهم مدى صدقك ونزاهتك عن الكذب، وإن ظهور هذا الكتاب الجامع لجميع العلوم الشريفة على أُمِّيٍّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة أمر خارق لا يدع مجالا لشك ولا موقعا لريبة لو كانوا منصفين.
وذِكْر اليمين في قوله - تعالى -: ﴿وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ زيادة تصوير لما نفى عنه ﷺ من القراءة والكتابة، وتأكيد لهذه الحقيقة حتى لا يبقى مدخل لمجاز، فهو مثل قوله - تعالى -: ﴿وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾ (١) مع ما هو معروفٌ من أنه لا طير إلا بجناحين.