تحكي هذه الآية أن موسى حين وجد العبد الصالح سأله الصحبة والمتابعة بشرط أن يعلمه مما علمه الله علما ذا رشد.
٦٧ - ﴿قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾: قال الخضر إنك إذا أردت الصبر لما استطعت، لأن ما يجريه الله على يدي من الأمور يجعلك تسارع إلى الاعتراض عليه، لخفاء حكمته عليك، روى الإمام البخاري والترمذي في حديث طويل بسند كل منهما يحكي فيه الرسول ﷺ قصة لقائهما مع العبد الصالح، وقد جاء فيه أنهما، (انتهيا إلى الصخرة)، فإذا رجل مسجًّى - أي مغطى - بثوب، فسلم عليه، فقال الخضر: وأني بأرضك السلام؟ قال أنا موسى، قال موسى بني إسرائيل؟ قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال يا موسى إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى: إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه … ) الحديث.
٦٨ - ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾: أي وكيف تصبر على مصاحبتي وأنت ترى من أمور المخالفة لشريعتك، ما لم تحط بأسراره علما، يقول الخضر ذلك لأنه كان يفعل أمورا خفية المراد منكرة الظواهر، مما يجعل موسى ﵇ لا يتمالك إلا أن ينكر وقوعها عند مشاهدتها.