وعد موسى ﵇ الخضر بأنه سيجده صابرا على ما يراه مما أخفي عليه سببه، وقرن ذلك بمشيئة الله، لأن أفعال العباد مرتبطة بمشيئته تعالى، كما وعده أن يلتزم طاعته فلا يخالفه في أمره من الأمور، وهذا ما ينبغي للمتعلم مع معلمه.
بعد أن وعد موسى صاحبه الخضر بأنه سيصير على ما يراه من الأمور المخفية الأسباب، التي يجريها أمامه وأنه لا يعصي له أمرا - لما حدث ذلك من موسى - أذن له الخضر بصحبته وأرشده إلى ما يقتضي دوامها بقوله: فإن اتبعتني وصحبتني في رحلتي هذه فلا تسألني عن شيء رأيته بعينك وأنكرته بقلبك، واصبر حتى أحدث لك في شأنه ذكرا وبيانا يفسر ما عمي عليك من سببه.