(وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) على الأَرض نصبًا ثابتًا راسخًا مع ارتفاعها الشَّاهق لئلا تميد الأَرض بأَهلها وتنزلزل، وجعل في تلك الجبال ما جعل ممَّا فيه خيرهم وصلاحهم.
(وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) أَي: مدت بتوطئة وتمهيد، حسبما يقتضيه صلاح أُمور أَهلها بحيث يسهل عليهم أَن يضربوا فيها، ويتقلبوا عليها. فهي كلها بساط واحد تنبسط من الأُفق إِلى الأُفق.
فبهذه الآيات الأَربعة، نُبِّهَ البدوي إِلى استدلال بما شاهده من بعيره الذي يركب عليه والسماء التي فوق رأْسه، والجبل الذي ينتفع بما فيه، والأَرض التي هي مستقرة ومثواه، بها يستدل على أَن من خلق هذه الأَشياءَ الشاهدة على قدرة الخالق العظيم، المالك المتصرف، لا يعجزه أَن يحقق البعث والنشور، وذلك ليرجعوا عمَّا هم عليه من الإِنكار والنفور، ويسمعوا إِنذارك، ويستعدوا ليوم اللقاءِ بالإِيمان والطاعة.