للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِلخ راجع إلى امرأَة العزيز إِما للتعظيم لشأنها، وإِما للتعريض بدل التصريح ويرجح الرأى الأول قوله تعالى حكاية عن الملك: ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾ (١).

٣٤ - ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾:

أي فتفضل عليه ربه الذي يتولى تربيته وحمايته فاستجاب له دعاءه الذي تضمنه قوله:

﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ﴾ ولهذا ثبته وأيأسهن من موافقته لهن فصرف بذلك كيدهن عنه، إنه - تعالى - عظيم السمع والعلم فلا يخفى عليه حاله ولا حال غيره، وهكذا يستجيب الله سبحانه لأهل الصدق في دعائه والاستعاذة به من كل مكروه.

﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦)

[المفردات]

﴿بَدَا لَهُمْ﴾: ظهر للعزيز وأهل مشورته.

﴿الْآيَاتِ﴾: العلامات الدالة على براءَته.

﴿أَعْصِرُ خَمْرًا﴾: أي أعصر عنبًا، سمي باسم ما يؤول إليه لكونه المقصود.

﴿نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ﴾: أخبرنا بمآل ما رأيناه في المنام.

[التفسير]

٣٥ - ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾:

أي ثم ظهر للعزيز وأهل مشورته من بعد ما رأَوا العلامات الشاهدة ببراءة يوسف وانحراف امرأَته والعلامات الدالة على أَنها مصرة على مخالطته غير مكترثة بالفضيحة.


(١) من الآية، ٥١