للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (١٩) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (٢٠)

[المفردات]

﴿الْعَاجِلَةَ﴾: أي الدار العاجلة، والمراد بها الدنيا. ﴿يَصْلَاهَا﴾: بدخلها ويقاسي حرها.

﴿مَدْحُورًا﴾: مطرودا مبعدا من رحمة الله. ﴿كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾: كان عملهم للآخرة مقبولا من الله مجزيا منه بحسن الثواب، وأصل معنى السعي: المشي السريع - وهو دون العَدو- يستعمل في الجد في الأمر خيرا كان أو شرا، وأكثر ما يستعمل في الأفعال المحمودة - كما قال الراغب - ﴿مَحْظُورًا﴾: ممنوعًا.

[التفسير]

١٨ - ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ﴾:

بين الله قبل هده الآية أنه تعالى لا يهلك أُمة عاصية إلا بعد أن يبعث إليها رسولا يأمر مترفيها أن يتركوا ما هم عليه من الكفر والمعاصي حتى تستقيم عامتهم، وأنهم إذا أصروا علي فسقهم دمرهم واستأصلهم، وأنه قد أجرى هذه السنة في كثير من القرى والأُمم من بعد نوح، وجاءت هذه الآية وما بعدها لتبين سنة أخرى لله تعالى في جزاء الناس على أعمالهم، فمن قصد بعمله دنياه وحدها، أعطاه منها ما تعلقت به مشيئته، ولكنه معاقب في الآخرة، ومن قصد بعمله أُخراه وكان مؤمنا أُثيب أحسن الثواب في أُخراه.