اشتملت سورة الروم على الوعد بانتصار الروم على الفرس خلال بضع سنين من هزيمة الفرس إياهم - وقد تحقق وعد الله فإنه لا يخلف الميعاد - وبينت أن عاقبة المسيئين الهلاك والدمار، وأن الآخرة آتية لا شك فيها، وأن المؤمنين سوف يكونون فيها في روضة يُحبرون وأن المشركين لا يحميهم شركاؤهم من عذابها الأليم.
وتحدثت عن بعض آياته - تعالى - كخلق الناس من تراب، وجعل أزواجهم من أنفسهم ليسكنوا إليها، وخلق السموات والأرض، واختلاف ألسنة الناس وألوانهم، مع أنهم ينتمون إلى أصل واحد، ومنامهم بالليل والنهار وابتغائهم من فضله، ثم دعت الناس إلى التدين بهذا الدين الحق الذي يتفق مع فطرة الله التي فطر الناس عليها، ونهتهم عن أن يكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون، وعابت على الناس إشراكهم بربهم إذا مستهم رحمة، مع أنهم يلجأون إليه - تعالى - إذا مسهم - الضر.
ودعت إلى إيتاء ذي الفربى حقه والمسكين وابن السبيل، ونهت عن الربا وبينت أنه لا يربو عند الله، وإنما تربو عنده الزكاة.
ثم ذكرت أن ظهور الفساد في البر والبحر إنما يكون بما كسبت أيدي الناس، وأعادت الدعوة إلى الدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ثم بينت أن الله هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابا، فيبسطه الله في السماء كيف يشاء، فيستبشرون بعد قنوطهم ويأسهم، وأنه بهذا المطر يحيي الأرض بعد موتها، ومن يفعل ذلك فهو قادر على إحياء الموتى،، ثم شبهت المشركين في عدم سماعهم دعوة الرسول بالموتى وبالصُّم إذا تولوا مدبرين، ثم بينت أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن المجرمين سوف يقسمون أنهم ما لبثوا في