(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ): وانتشر أَنعم الله عليك بالشكر والثناءِ.
[التفسير]
٦ - (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى):
عدد -سبحانه- نعمه ومننه على رسوله ﷺ تقوية لقلبه ووعدًا له بدوام نعمه عليه فيزداد فؤاده الشريف وصدره الرحيب طمأْنينة وسرورًا وانشراحًا وحبورًا أَي: قد علَّمك ربك صغيرًا، قد مات أَبوك فضمك إلى من قام بأَمرك ورعاك، فكان ﵊ بعد أُمه في حجر جده وعنايته، ثم كفله عمه الشقيق الشفيق أبو طالب بوصية من أَبيه عبد المطلب، أَو باختبار الرسول له، وكان أَبو طالب شديد الاعتناءِ به إِلى أَن بعثه الله، وكان يرى منه في صغره ما لم ير من صغير، قال أَبو طالب لأَخيه العباس بن عبد المطلب: وكنت كثيرًا ما أَسمع منه كلامًا يعجبني، وذلك عند مضي بعض الليل، وكنا لا نسمي على الطعام والشراب ولا نحمد بعده، وكان يقول في أَول الطعام: باسم الله الأَحد، فإِذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله، فكنت أَعجب منه، ولم أر منه كذبة ولا ضحكًا ولا جاهلية ولا وقف مع الصبيان وهم يلعبون، وقيل: أَلم أَجدك يتيمًا لم ترغب فيك المراضع فآواك إلى مرضعة تحنو عليك، ورزقها بصحبتك الخير والبركة حتى أَحبتك وتكفلتك.
٧ - (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى):
أَي: ووجدك وعلمك عن الشرائع التي لا تهتدي إِليها العقول وإِنما طريقها وسبيلها هو السماع، فهداك الله إلى مناهجها وطرقها. وذلك في أثناء ما أوحى الله إليك من الكتاب المبين، وعلمك ما لم تكن تعلم.