للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩)

[المفردات]

(صَافَّاتٍ): باسطات أَجنحتهن.

(وَيَقْبِضْنَ): ويضممنها إِلى جنوبهن.

(مَا يُمْسِكُهُنَّ): ما يحفظهن من الوقوع.

[التفسير]

١٩ - ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩)﴾:

أَغفلت قريش التي عبدت الأَصنام، وتركت عبادة القادر الرحمن - أَغفلت ولم تنظر إِلى الطير فوقهم باسطات أَجنحتهن صافات ريشهن ويضممنها (١) إِلى جنونهن للاستظهار بهذا القبض على التحرك، ما يحفظهن من الوقوع عند البسط والقبض إِلا الله الواسع الرحمة حيث خلقهن على أَشكال وخصائص، وأَلهمهن حركات مكنَّتْهنَّ من السباحة في الهواءِ، إِنه تعالى بكل شيءٍ دقيق العلم، فيعلم سبحانه كيفية إِبداع مخلوقاته حتى تؤدي وظائفها التي خلقت لها، وفي هذا المعنى يقول موسى لفرعون وقد سأَله: (فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَي) يقول له: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) كما حكاه الله تعالى في سورة (طه).

ولو شاءَ الله أَن يسقطهن على الأَرض، لعطل أَجنحتهن فيسقطهن فإِن الأَرض تجذب


(١) مرة بعد أخرى.