أَي وإِن أَحد من المشركين طلب جوارك ليكون في حماك وأَمانك، فأَجبه إِلى طلبه حتى يسمع كلام الله، أَي القرآن تقرؤه عليه، وتذكر له شيئًا من أَمر الدين تقيم به عليه حجة الله، ثم أَبلغه مكان أَمنه إِن لم يسلم.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾:
أَي أَنَّ تأْمينهم وإِسماعهم كلام الله بسبب أَنهم قوم يجهلون حقيقة الإِيمان وما تدعوهم إِليه، فلا بد من تمكينهم من ذلك ببذل الأَمان لهم، حتى يزول عذرهم وتقوم لك الحجة عليهم، ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾ … الآية.
والآية تظهر سَماحة الإِسلام وحرصه على السلام وتهيئة أَسباب الوصول إِلى الحق في غير إِكراه ولا إِعْنَاتٍ، قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ في الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾.