للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾: أي تعتقدون عند البعث أنكم لم تلبثوا في الدنيا أو في الحياة البرزخية إِلا زمنا يسيرا، كما قال سبحانه: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ (١).

﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (٥٣)

[المفردات]

﴿يَنْزَغُ﴾: يفسد ويغوى بالعداوة والبغضاء ويثير الضغائن والأحقاد.

[التفسير]

٥٣ - ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾:

بعد أَن بين الله جحود الكفار للبعث ومعاداة الحق أمر رسوله في هذه الآية أن يقول للمؤمنين: عليكم أن تلهجوا بالقول الحسن وأن تتمسكوا به وأن تطبقوه في حياتكم .. والمعنى: قل يا محمد لعبادي الذين آمنوا بي وشرفوا بالنسبة إلي، قل لهم يقولوا الكلمة التي هي أحسن الكلام، وأَن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يقابلوا الإساءة بالإحسان فإن هذه سنة عباد الرحمن، كما قال سبحانه في سورة الفرقان: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (٢).

وقيل: المقصود بالعباد جميع الناس فإنهم جميعًا عبيد الله والنصيحة عامة لهم.

والمعنى على هذا: قل أَيها الرسول لجميع الناس مؤْمنهم وكافرهم يأمرون بما أمر الله به وينهون عما نهى الله عنه.


(١) سورة النازعات: الآية ٤٦
(٢) سورة الفرقان: الآية ٦٣