للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)

[المفردات]

﴿وَمَنْ يَعْشُ﴾ - بضم الشين - أصله: يعشو مضارع عشا فجزم بحذف واوه (١)، ومعناه ومن يَتَعَامَ ويعرض وليس بأَعمى، وقرئ ﴿وَمَنْ يَعْشُ﴾ (بفتع الشين) وماضيه غَشِىَ كرضى يرضى، ومعناه يعمى لفقد بصره، انظر الآلوسي.

﴿نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا﴾: نُتِحْ ونسبب له شيطانًا جزاءً على كفره.

﴿بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ﴾: مشرق الشتاء ومشرق الصيف فإنهما متباعدان، كما قال تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ (٢) وقال الفراء: أراد المشرق والمغرب، فغلب اسم أحدهما كما يقال: القمران للشمس والقمر، والعُمَران لأَبى بكر وعمر.

﴿فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾: فبئس الصاحب.

[التفسير]

٣٦ - ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾:

المراد بالذكر هنا إما القرآن، وإضافته إلى الرحمن، للإيذان بنزوله رحمة للعالمين،


(١) لأنه فعل الشرط.
(٢) سورة الرحمن، الآية: ١٧.