للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٥٣)

[المفردات]

﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا﴾: دبروا أمرا في احتيال وخديعة خفاءً، وهو إهلاك صالح وقومه.

﴿وَمَكَرْنَا مَكْرًا﴾: جازيناهم بمكرهم من حيث لا يتوقعون.

﴿دَمَّرْنَاهُمْ﴾: أهلكناهم. ﴿خَاوِيَةً﴾: خالية من السكان والأهل، أو متداعية مهدمة.

[التفسير]

٥٠ - ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾:

مكرهم: ما أَخفوه من تدبير الفتك بصالح وأَهله، ومكر الله: مجازاتهم وإهلاكهم، وسميت المجازاة مكرا للمشاكلة، كما في قوله تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ وكما في قوله: ﴿ومَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ وكان صالح قد توعدهم بالهلاك خلال ثلاث ليال أهلكهم الله فيها بالصيحة فأصبحوا جاثمين، ونجى الله صالحا ومن آمن معه.

والمعنى: ومكر قوم صالح فدبروا في خفاءٍ إهلاكه وأهله ليلا، وعلم الله مكرهم فقدر إهلاكهم من حيث لا يشعرون أن الله عالم بتدبيرهم، ومجازيهم، ولا يحتسبون وقوع الهلاك بهم.

٥١ - ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِين﴾:

أي: فتعرَّف وتأَمل أَحوالهم، وكيف كانت عاقبة ظلمهم وفسادهم وإفسادهم، لقد