للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (٦٦)

[المفردات]

﴿الْغَيْبَ﴾: كل ما غاب عنك، وجمعه: غيوب.

﴿وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾: أي لا يعلمون الوقت الذي فيه يبعثون، يقال: شعر بالشيء من بابى: نَصَرَ وكَرُمَ، شعرا مثله، وشعورًا: علم به وفطن له.

﴿بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ﴾: أي تتابع علمهم بها عن طريق الأدلة، وقيل: معناه اضمحل علمهم بالآخرة، من التدارك وهو التتابع في الفناء. ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا﴾: أي في تردد من تحقق الآخرة نفسها. ﴿بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ﴾: أي لا يدركون دلائلها مع وضوحها، كأَنهم فقدوا أبصارهم، ومفرده: عَمٍ.

[التفسير]

٦٥ - ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ (١) وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾:

بعد أن أثبت الله تفرده - سبحانه - بالأُلوهية، وبين الأدلة الواضحة التي تفيد اختصاصه بالقدرة الكاملة، والحكمة التامة في الخلق والتكوين، وإسداء النعم الجزيلة منة منه وتفضلًا على عباده عقبه بذكر ما لا ينفك عن أن يكون من شأنه وحده، وهو اختصاصه بعلم الغيب تكميلا لما قبله مما انفرد به، وتمهيدا لما بعده من أمر البعث.

وقيل: إن هذه الآية نزلت لما سأل الكفار الرسول عن وقت الساعة التي وعدوها وألحوا عليه - كما في البحر -.


(١) لفظ: (إلا) في قوله: (إلا الله) بمعنى (لكن) أي: لكن الله يسلم الغيب دون من في السموات والأرض.