للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَوْفُورًا﴾: كاملا غير منقوص. ﴿اسْتَفْزِزْ﴾: استحف واحفز وخادع.

﴿بِصَوْتِكَ﴾: بدعوتك إِلى المعصية. ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ﴾: صِحْ عليهم صياحا شديدًا واستحثهم على الشَّر وادفعهم إِليه دفعا.

﴿بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾: أي براكبي خيلك، وجنودك الماشين على أرجلهم والمراد من يساعدك من أَعوانك على اختلاف طاقاتهم وقدراتهم.

﴿غُرُورًا﴾: غشا وخداعًا.

[التفسير]

٦٣ - ﴿قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾:

لما توعد الشيطان أَبناء آدم بالإغراء والإِغواء لصرفهم عن عبادة الله سبحانه زجره الله سبحانه بهذه الآية والمعنى: امض أيها الشيطان في طريق غوايتك وإِغوائك، مطرودا من رحمتي أنت ومن اتبعك من البشر، فمصيرك وإياهم جهنم تجزون فيها جزاء موفورا تاما وبئس المصير.

٦٤ - ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾: وادفع إلى الشر من استطعت دفعه منهم بصياحك عليهم. ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾: أي وادفعهم دفعا إلى ارتكاب الشر والموبقات مستعينا عليهم بجنودك من شياطين الإنس والجن من فرسان مسرعين ومشاة مبطئين، أَي بمختلف أَساليب الإغواء، وذكر الخيل والراجلين من باب التمثيل.

﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾: واشترك معهم في مباشرة كسب الأموال الحرام بالباطل، واشترك معهم في دفعهم إِلى تنشئة أَولادهم على الكفر والعصيان والضلال.

﴿وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾: أَي واخدعهم بالمواعيد الكاذبة مزيِّنًا لهم الشَّر مقبحا لهم الخير، وألق الشك في قلوبهم بحقيقة البعث والنشور، وما ينتظرهم من عذاب أليم، وما مواعيد الشيطان إِلا أباطيل زائفة وأَوهام خادعة لأن طبيعته قائمة على التغرير والخداع والنفاق فليفعل ما يشاء، فليس له على أحد سلطان إِلا الغاوين.