مكية وآياتها تسع وعشرون آية ويقال لها سورة كورت، أو سورة إذا الشمس كورت
[صلتها بما قبلها]
أنها شرحت حال يوم القيامة وبينت ما يقع فيها من أحداث عند قيام الساعة وبعد قيامها، وذلك ما تضمنته آخر السورة التي تقدمت عليها (سورة عبس).
[أهم مقاصدها]
بدأت بتصوير الأحداث الهائلة التي تقع يوم القيامة، وما يصاحبها من انقلاب كوني، يشمل الشمس والنجوم، والجبال والبحار، والأَرض والسماء، والإنسان والحيوان، والجنة والنار حتى لا يبقى شيءٌ إلا وقد تغير وتبدل إيرازًا لمظاهر القدرة العظيمة (إذَا الشَّمس كُوِّرَت * وَإِذَا النُّجُوم انكَدَرتْ .. ) الآيات.
ثم أكدت بالقسم شَأْنَ القرآن الكريم، ونفت عنه الفرية، وبينت أنه منزل من رب العالمين، نزل به الروح الأمين جبريل ﵇ الذي وصف بأنه ذو قوة عند ذي العرش مكين (فَلَا أُقْسِمُ بالخنس، الجوار الكنس .. ) الآيات.
ثم نزهت رسول الله ﷺ عما يقوله المتقولون عليه كذبًا وبهتانًا، وأكدت بالقسم أنه ﷺ رأى جبريل ﵇ في صورته الملكية بالأفق الأعلى الواضح، ونفت عنه أن يكون مقصرًا أو متهمًا في تبليغ رسالة ربه التي أَداها بصدق وأمانة (وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالأفق المبين * وما هو على الغيب بضنين).
ثم كذبت مزاعم المشركين حول القرآن العظيم، وأبطلتها ببيان أنه موعظة من الله لعباده، ينتفع بها أهل الاستقامة، وهم بصنيعهم كمن ترك الطريق المستقيم الموصل للغاية، وسلك طريق المخاوف والمهالك (وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون … ) الآيات.