للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة الشعراء]

هذه السورة مكية، وآياتها سبع وعشرون ومائتان، وسميت بهذا الاسم لأَن الله ذكر فيها طرفًا من أَحوال الشعراء في قوله تعالى: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ … ﴾ إلخ.

وهذه السورة لها اتصال وثيق بالسورة التي قبلها: (سورة الفرقان) فكلتاهما بدأَهما الله بالإِشادة بالقرآن العظيم، وفيهما أَيضًا تسلية لرسول الله حيث يبدر من قومه من أَلوان الإِيذاء والإِعراض، فضلا عن أَن في هذه السورة بسطًا وتفصيلًا لبعض ما مر في سورة الفرقان من أخبار الرسل مع من أرسلوا إِليهم.

[محتويات هذه السورة]

١ - أَنها نوهت بفضل القرآن ووصفته بالكتاب المبين، وأَشارت إِلى إِعراض قريش عن الإِيمان به، وتأَلمه لذلك: (لَعَلك بَاخِعٌ نَّفسَكَ أَلاَّ يكُونُوا مُؤْمِنِينَ).

٢ - أَنها عُنِيَت بأَخبار وقصص بعض رسل الله مع أَقوامهم، وبسطت بعضها كقصة سيدنا موسى مع فرعون وقومه، وقصة سيدنا إِبراهيم مع أَبيه وقومه، وما جرى بينه وبينهم من مجادلات ومحاورات أيد الله فيها خليله بالبراهين الساطعة فبهت الذي كفر، ثم جاء فيها ذكر لقصص بعض الأَنبياه: كنوح، وهود، وصالح، وغيرهم وأَن الله أَيدهم وكتب لهم الغلبة والفوز على أَقوامهم الذين تمادوا في غيهم وكيدهم، وكيف كانت الدائرة عليهم، حيث أَيد الله رسله ونصرهم على أَعدائِهم ومكَّنَ لهم.

٣ - أَنها أَشادت في آخرها بالقرآن الكريم.