للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (٦٦) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧)

[المفردات]

﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ﴾: أي عن السحاب، وكل ما علاك يطلق عليه سماءٌ.

﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾: بعد يبسها. ﴿الْأَنْعَامِ﴾: الإِبل خاصة، وقيل: إذا كان معها بقر وغنم فهي أنعام أيضًا وقال أحمد بن يحيى: هي كل ما أحله الله من الحيوان (١) لقوله تعالى في سورة المائدة: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾.

﴿نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ﴾: أي مما في بطون جنس الأنعام (٢) من اللبن، والمراد من البطون هنا الضروع. ﴿فَرْثٍ﴾: هو ما في الكرش من بقايا العلف بعد هضمه.


(١) انظر القرطبي جـ ٧ ص ١١١ طبعة دار الكتب - في تفسير قوله تعالى "ومن الأنعام حمولة وفرشا" من الآية ١٤٢ من سورة الأنعام.
(٢) قيل: إنها جمع نعم، وأفرد ضميرها؛ لأن "أل" الجنسية تبطل الجمعية، أما من يجعلها من المفردات التي جاءت علي هذا الوزن كأكياش وأخلاق أو اسم جمع فيكون إفراد الضمير إما لكونه مفردا أو لمراعاة لفظ اسم الجمع: انظر أبا السعود وغيره هذا: والأكياش من الثياب ما أعيد غزله مثل الخز والصوف، أو هو الردئ، والأخلاق من الثياب ما عمه البلى: يقال ثوب أخلاق أي عمه البلى. وثوب أكياش أي أعيد غزله أو رديء.