للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث آخر، رواه الطبراني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين".

ويلي ذوي القربى في الإحسان: "اليتامى" فالبر بهم عطف عليهم ورعاية لهم. وهم أولى بالعطف والرعاية عوضًا عما فقدوا من الآباء. وقد أعظم النبي - صلى الله عليه وسلم - فضل كافل اليتيم، فقال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بسبابته والوسطى" (١).

وقد عني الإسلام بالحض على رعاية الأيتام، ليكونوا - في مستقبلهم - نافعين لأنفسهم وأُمتهم، بدل أن يُهملوا، فينشأُوا في أنفسهم عُقَدٌ نفسية، فيكون منهم: اللصوص وقطاع الطريق، والفاسدون والمفسدون، ولذلك يقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (٢).

ثم يلي ذلك "البر بالمساكين" وهم: الذين لا يجدون ما يحفظ حياتهم إلا بشق الأنفس. ومن كان عمله لا يفي بحاجته فهو مسكين. قال تعالى: "أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر" (٣).

وفي الصحيحين، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس المسكين بهذا الطوَّاف الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، ولكنَّ المسكين الذي لا يجد غنى يُغنيهن ولا يُفْطَنُ له فَيُتَصَدَّقُ عليه".

ثم يلي ذلك في العطاء: "أبناء السبيل"، وابن السبيل هو المسافر إلى بلد المتصدق، أو المارّ به، أُطلق عليه هذا الاسم لملازمته له حين التصدق عليه. ولا يدفع له من الزكاة، حتى يدّعي أنه لا مال معه وأنه محتاج. ويقدح في حاجته قدرته على الكسب - ويشترط في استحقاقه: أن يكون سفره مُباحًا. ويعطي لو كان له مال في بلده يصعب الحصول عليه وهو مغترب. ويمكن معرفة أحكام ابن السبيل تفصيلًا من كتب الفقه.

ثم يلي ذلك إعطاء السائلين. وهم الذين يسألون الناس، والسائل ينبغي إعطاؤُه إلا إذا تحققت أنه غير محتاج.


(١) رواه البخاري وغيره.
(٢) البقرة: ٢٢٠.
(٣) الكهف: ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>