ضرب الله في الآية مثلًا للذين بنوا مسجدهم على تقوى الله ورضوانه، بمن بنى بنيانه على أساس ثابت متين، وضرب مثلا آخر للذين بنوا مسجدهم للإضرار بالإسلام، بمن أَقام بنيانه على أَساس واه مهلك بين والغرض من المثلين أَنهما لا يستويان فالأَول معمر والثانى مدمر.
والمعنى: أَفمن أَسس بنيان دينه على قاعدة محكمة، وهى تقوى الله تعالى، وطلب رضوانه خير عند الله تعالى، أَم من أَسس بنيانه على قاعدة منهارة، وهى الباطل والنفاق، فكان ذلك سببا في سقوطه في النار: وعن ابن عباس ﵁ قال: "صَيَّرهُمْ نِفَاقُهمْ النَّارِ لأَنَّهُمْ بَنَوا المسْجِدَ، قَاصِدينَ بِهِ الكُفْرَ وَالنَّفَاقَ وإِضْرَارَ المؤْمنينَ "لهذا كان أَرْدأ البناء وأحقره، وأَمَّا الأَوَّلُونَ فَكَانَ بِنَاؤهُمْ أَشْرف البناء وأَرضى للهِ تَعَالَى.
(١) اسم فاعل من هار يهور إذا أشرف على السقوط، فقدمت لامه على عينه، وأجرى في الإعراب مجرى غاز ورام.