وقد اختلفوا في المراد بـ (الأولين والآخرين) في الآية السابقة فقيل:
١ - المراد بالأولين الأُمم الماضية، والآخرين هذه الأمة، وهذه رواية عن مجاهد والحسن واختار ابن جرير هذا القول.
قال ابن كثير: وهذا الذي اختاره ابن جرير هو قول ضعيف؛ لأن الأمة المحمدية خير الأمم بنص القرآن، فيبعد أن يكون المقربون في غيرها أكثر منها، اللهم إلاَّ أن يقابل مجموع الأمم بهذه الأمة، [والظاهر أن المقربين من أمة محمَّد أكثر من سائر الأمم] والله أعلم.
فالقول الثاني في هذا المقام هو الراجح وهو أن يكون المراد بقوله - تعالى -: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: من صدر الأُمة [أمة - محمَّد ﷺ] ﴿وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ أي: من هذه الأمّة، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا السرى بن يحيى قال: قرأ الحسن: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* في جَنَّاتِ النَّعِيمِ* ثُلَّةٌ مِنَ