أَرسل الله عيسى ﵇ إِلى بني إسرائيل: يدعوهم إلى التوحيد، والعمل الصالح.
ولما كانت ولادته من غير أب - كما تقدم في سورة آل عمران - غَلَا فيه النصارى. فزعموا أنه: إِله أو ابن الله: ﴿تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلوًّا كَبِيرًا﴾. ولهذا القول الشنيع، حَكَمَ القرآنُ عليهم بالكفر، وردَّ عليهم بما يبطل عقيدتهم بقوله:
أي: قل لأُولئك الكفار يا محمد: مَن يقدر أن يمنعَ الله من شيء أَراده .. ومِنْ ذلك أَن يُهلك المسيح ابن مريم وأُمَّهُ ومن في الأرض جميعًا؟ .. لا أَحد يستطيع ذلك … وهم يقرّون به.
وإذا كان المسيح لا يستطيع أَن يدفع عن نفسه ولا عن أمه - شيئًا؟. فكيف يكون إِلها، وهو لا يستطيع دفع الهلاك عن نفسه؟