ولله - وحده - ملك جميع الموجودات، والتصرف المطلق فيها، إحياء وإماتة، وإيجادا وإعداما. فلا شريك له في ذلك.
وهذا دليل آخَر، على نَفْيِ الأُلوهية عن عيسى؛ لأنه لو كان إلها - كما يزعمون - لكان له شيءٌ في ملك السموات والأرض وما بينهما - وقد ثبت في كتبهم أنه يردُّ الأُمور كلها إلى الله ملكا وتصرفا.
﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾:
أي: يبدع ما يشاؤُه عن المخلوفات - على أي صورة - وفقًا لحكمته - جل وعلا -.
﴿وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾:
وهو القادر على كل شيءٍ من الخَلقِ وغيره. ومن ذلك: أنه خلق عيسى من غير أب كما خلق آدم من غير أب وأم.
وفي هذه الآية، بيان لبعض أحكام الملك والأُلوهية، على وجه يزيح ما اعتراهم من الشبه في أمر المسيح ﵇ لولادته من غير أب.