للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَخْرُصُونَ﴾: يكذبون. وهو في الأصل بمعنى يقدرون بالاجتهاد الجزافى وكثيرًا ما يحدث فيه الخطأُ، فلذا يطلق على الكذب مجازًا وهو المراد هنا.

[التفسير]

٦٥ - ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾:

الخطاب هنا لرسول الله لتسليته عما يعتريه في بعض الأوقات من حزن، بسبب ما يجده من قومه من التكذيب والمعارضة والتآمر عليه، بعد أن طمأَنه الله على أوليائه المؤمنين بأَنهم لا خوف عليهم من المكاره، ولا هم يحزنون على فوت بعض الرغائب.

والمعنى: ولا تحزن أيها الرسول بسبب ما قالوه فيك من التكذيب والتآمر على إِبطال أَمرك، ووصفك بالسحر والشعر وغير ذلك مما لا خير فيه.

﴿إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾:

هذا تعليل لنهيه عن الحزن، أي لا تحزن لما قالوه في شأْنك، فإن الغلبة والقهر في الأرض والسماء لله، إذ لا يملك أحد من أَمرهما شيئًا لا هم ولا غيرهم، فهو يقهرهم ويعصمك منهم، ويهزمهم وينصرك عليهم، لأنه تعالى هو السميع لكل مسموع، العليم بكل معلوم، فلا يخفى عليه شيءٌ من مؤامراتهم، فهو بإحباطها كفيل، وقد تحقق ما أَشارت إليه الآية الكريمة، من إحباط مؤامراتهم، ونصر الرسول عليهم، وذلك من المبشرات التي عجلها الله لرسوله وللمؤمنين معه في الدنيا، والحمد لله رب العالمين.

٦٦ - ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾:

في هذه الآية تأَكيد لما مر من البشارات، ومن أن العزة لله جميعًا، والمراد ممن في السموات والأرض، العقلاء وهم الملائكة والإنس والجن وتخصيصهم بالذكر للإيذان بأَن غيرهم أولى بملكية الله تعالى.

والمعنى: أن الله تعالى يملك من في السموات والأرض من الملائكة والجن والإنس مع شرفهم وعلو مكانتهم، فهم جميعا مملوكون له ومقهورون بسلطانه، وعبيد لمشيئته، وكذلك