بعد أَن نهى الله المؤمنين عن خيانة الله ورسوله، وخيانة الأَمانات، وحذرهم من الفتنة بالأَموال والأَولاد، كلفهم هنا بأَن بتقوه في أَمرهم كله، ووعدهم على ذلك خير الجزاء.
والمعنى: يأَيها الذين آمنوا إِن تتقوا عقاب الله وتخافوا غضبه وسخطه، يجعل لكم ما تفرقون به بين الحق والباطل، من الإِلهام إِلى الخير والطاعة والإِعانة عليهما وكراهة الشر والمعصية والوقاية منهما، ومن النصر الذي يفرق بين حقكم وباطل سواكم بإِعزازكم وتكثير سوادكم، وتوسعة رقعة أَرضكم، وإِذلال الكافرين وانتقاص عددهم والاستيلاء على بلادهم، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يكفر عنكم سيئاتكم ويسترها لكم في الدنيا، ويغفرها لكم ولا يعاقبكم عليها في الأخرى، والله صاحب الفضل العظيم على عباده، فلا يضيق فضله عن تكفير سيئاتكم، وغفران ذنوبكم، وأنتم أَولياؤه.