للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن معنى (هضيم) فقال: هو المنضم بعضه إلى بعض، فقال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:

دارٌ لبيضاء العوارض طَفْلَةٌ … مهضومةُ الكَشَّحْين ريَّا المعْصَم

وقيل: المراد من الطلع الهضيم: الطَّيَّب اللين النضيج من الرطب. (تَنْحِتُونَ): النحت؛ البَرْىُ،: أي يبرون الأَحجار، والنُّحاتَةُ: البُراية. (فَارِهيَن): ماهرين حاذقين وفعله: فَرُهَ ككرُم، فراهَة وفراهية، أما فَرِهَ برزن فرح، فمعناه: أشر وبطر. (الْمُسحَّرِينَ): السَّحْر - بسكون الحاء ويحرك -: الرئة، والسِّحر - بكسر السين -: كل ما لطف مأْخذه وقَّ، وفعله كمنع. (شِرْبٌ): الشرب - بالكسر -: الماء، والنصيب منه، والمورد، ووقت الشرب. (قَعَقَرَوهَا): فذبحوها، والعقر: الذبح والجرح، وعَقَر النخلة: قطع رأْسها.

[التفسير]

١٤١ - ١٤٥ - ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:

هذا إخبار من الله عن ثمود قوم صالح بأَنهم كذبوا المرسلين بتكذيب نبيهم وأَخيهم صالح حين دعاهم إلى تقوى الله فإن المرسلين جميعًا جاءُوا برسالة موحدة، هي الدعوة إلى التوحيد والإيمان بيوم النشر، وتقوى الله، فمن كذب أحدهم فقد كذب سواه ضمنًا.

ومساكن ثمود بالِحجْر، بين وادى القرى وبلاد الشام، وقد مر النبي بها في طريقه إلى غزوة تبوك.

والمعنى: كذبت قبيلة ثمود المرسلين بتكذيبهم نبيهم صالحا، مع أنه أخوهم، ومن بينهم فهم يعرفون صدقه - كذبوه - حين قال - لهم: ألا تتقون عقاب الله فتؤمنوا به إلهًا واحدًا لا رب سواه، إني لكم رسول من الله أمين على رسالته، وأمين في أَمره كله،