للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اختار رضا الله بالعمل الصالح سهَّل له ما أَراد تحصيله بدافع مما عنده من رغبة واختيار، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

﴿وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: أَي وتأكدوا بلا شك أَنكم ستسألون جميعًا يوم القيامة سؤال محاسبة عن عملكم في الدنيا، لينال كل عامل جزاء عمله ثوابًا أَو عقابًا.

﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٩٤) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦)

[المفردات]

﴿الدَّخَل﴾: الغدر والمكر والخديعة ونحوها.

﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا﴾: زلَلُ القدمِ حسب اللغة زلقُها في طين ونحوه، ويُكنى به عن الوقوع في البلاء والمحنة بعد العافية والنعمة كما هنا ﴿السُّوءَ﴾: المكروه.

﴿بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: بسبب إِعراضكم عن أَحكام دينه، في سبيله إلى الوفاء بالعهود والأيمان وسائر الفضائل. ﴿ثَمَنًا قَلِيلًا﴾: عرضا قليلًا، ﴿يَنْفَدُ﴾: يذهب ويفنى.

[التفسير]

٩٤ - ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ﴾ الآية.

تحذير صريح من الله لعباده من اتخاد الأيمان دخلا أي خديعة، بعد تحذيرهم فيما سبق تلميحًا واستنكارا في قوله سبحانه: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾ .. الآية قصدًا إلى المبالغة في قبح الغدر المنهي عنه، وللتمهيد لقوله سبحانه: