للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرهط من الثلاثة إلى العشرة، أما النفر: فمن الثلاثة إلى التسعة (١).

(تَقَاسَمُوا): فعل أمر بمعنى احلفوا، أو فعل ماض بمعنى: تحالفوا.

(لنُتَيَّتنَّهُ): لنهلكنه ليلًا. ﴿مَهْلِكَ أَهْلِهِ﴾: أي، هلاك أهله، أو موضع هلاكهم.

[التفسير]

٤٨ - ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾:

استمرار في عرض القصة، والمعنى: وكان في مدينة ثمود وهي في الحجر - كان فيها - تسعة رجال من أشراف قومها - وسادتها، وقيل: كانوا رؤساءَ وراءَ كل واحد منهم جنوده وأتباعه، منهم قدار بن سالف عاقر الناقة، وكانوا عتاة قوم صالح، وقادة الشر فيهم، يفسدون في الأرض، ويأمرون بالإفساد فيها، ويتتبعون عوْرات الناس ومعايبهم، يظلمون الناس، ولا يمنعون الظالم عن ظلمه، ولا يعملون صالحا، ولا يدعون إليه، ولا يعرفون طريقه - فعادتهم الدائمة المستمرة الإفساد البحت الذي لا يخالطه شئٌ من الصلاح في عمل أو قول.

٤٩ - ﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾:

استئناف مبين بعض ما فعلوا من الفساد، والمعنى: ومن جملة شرهم: أنهم قال بعضهم لبعض في أثناء المشاورة في أَمر صالح : احلفوا وأقسموا وأكدوا قسمكم لنبيتن صالحا وأهله، أي: لنهلكنه وأهله بياتا وليلا حتى نتخلصن متاعبه، أو قالوا - حالفين متقاسمين - هذا القول، ثم لنقولن لوليه الذي يتولى طلب دمه إذا سأَلنا - نقول له -: ما شهدنا هلاكه وأهله فضلا عن عدم مباشرتنا إهلاكهم، ونحلف وإنا لصادقون في حلفنا حيث لم نباشر إهلاكهم بأنفسنا ولم نشاهده، أو أَنهم باشروه وشاهدوه، ولكنهم حلفوا أنهم صادقون في تبرئة أنفسهم، غير مكترثين بحلفهم وهم في الحقيقة كاذبون، والشيء من معدنه لا يستغرب.


(١) انظر تفسير أبي السعود.