جاءت هذه الآية بعد الآية السابقة بمثابة تمثيل لنصرة الله - تعالى - لأنبيائه؛ لأن تأييدهم بالمعجزات وإنزال الكتب عليهم نوع من نصر الله لهم، بجانب كونه هدى وذكرى لأقوامهم.
والمعنى: ولقد كان من جملة نصرنا لرسلنا وصدق وعدنا لهم أن آتينا موسى ما يهتدى به من المعجزات الهادية إلى الحق، وأورثنا قومه بني إسرائيل التوراة هداية وتذكرة أو هاديًا ومذكرًا لذوى العقول السليمة والأفهام الخالصة من شوائب الوهم، والصافية من غيوم الشكوك والأهواء.
المراد من ذنبه - صل الله عليه وسلم - ما خافه به الأولى بالنسبة لمقامه، وإن لم يكن ذنبًا في حقه وحق غيره في الواقع (١).
والمعنى: إذا علمت ذلك - أيها الرسول - وسمعت ما قصصناه عليك من أن نصرة الرسل تكفل بها الله ووعد بها، فأخْلِدْ إلى الصبر على أذى قومك فإن العاقبة لك، وما سبق به