للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾: إِلى عينها لنذبحها، يظهرون بقولهم هذا، أَنهم يريدون معرفة ما وقعت مشيئة الله عليه من هذا النوع من البقر، بذكر وصف مميز للمطلوب.

﴿لَا ذَلُولٌ﴾: أَى ليست مذللة وميسرة.

﴿تُثِيرُ الْأَرْضَ﴾: أَى نقلبها بالمحراث.

﴿وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾: أَى لا تروى الزرع.

﴿مُسَلَّمَةٌ﴾: سليمة من العيوب وآثار العمل.

﴿لَا شِيَةَ فِيهَا﴾: لا لون فيها يخالف لون معظم جلدها.

﴿جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾: جئت بحقيقة وصف البقرة، ولم يبق فيها إشكال.

﴿وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾: وما قربوا من أَن يذبحوها لغلاءِ ثمنها أَو خوف الفضيحة.

[التفسير]

٦٧ - ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً. . .﴾ الآية.

في الآيات السابقة، كان الله يذكرهم بالنعمة، ثم يذكر مخالفتهم وما وقع لهم من العقوبة، وأَنهم يتوبون فيقبل الله توبتهم: فضلا منه ورحمة.

وفي هذه الآية وما بعدها، بين موقفهم من ذبح البقرة التى أَمرهم أَن يذبحوها؛ ليستبينوا المجرم في جريمة قتل حدثت بينهم.

وتفصيل ذلك: أنه قتل في بني إسرائيل قتيل، وأَخفى القاتل نفسه، وجعل كل منهم يدرأُ التهمة عن نفسه، فسألوا موسى أَن يدعو ربه لمعرفة القاتل الحقيقى، فسأَل موسى ربه، فطلب منه أَن يأْمرهم بذبح بقرة؛ ليضربوا المقتول ببعضها، فيحيا، ويكلمهم بذكر اسم القاتل.

وستجد السبب في أمرهم بذبحها، عقب استيضاحاتهم في شأْن البقرة التى أُمروا بذبحها، وذلك في قوله تعالى: "وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا … " وكان حقه أَن يتقدم حسب ترتيب الوقائع.

فلماذا جعل آخر القصة أولها، وجعل أَولها آخرها، حتى بدت كأَنها قصتان؟