حذر الله المؤمنين أَن يتخلقُوا بأَخلاق المنافقين فنهاهم بقوله - سبحانه -: (لا تُلْهِكُمْ أموالكم) أَي: لا تشغلكم أَمولكم بالسعي في تدبير أَمرها والتهالك على طلب النماءِ فيها بالتجارة أَو العمل على زيادة غلتها، والتلذذ بها والاستمتاع بمنافعها. (وَلا أَوْلادُكُمْ) وذلك بفرط السرور بهم، وشدة الشفقة عليهم والقيام بما يصلحهم في أَمر معاشهم في حياتكم وبعد مماتكم وقد عرفتم - أَيها المؤمنون - قدر منفعة الأَموال والأَولاد في جنب ما عند الله لا يشغلكم ذلك (عن ذِكْرِ اللهِ) وأَداءِ ما طلبه رب العزة، منكم، ولتعلموا أَن لكلٍّ حقًّا، والمؤمن الكيس من يؤدي كل ذي حق حقه دون حيف أَو تفريط. (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ)