أشارت الآية السابقة - إِلى أَن طاعة المشركين، قد تؤَدى بالمؤْمنين إِلى الشرك.
وجاءَت هذه الآية لتؤَكد التحذير من متابعتهم.
والمعنى: لستم أَيها المسلمون مثل المشركين حتى تَتَّبِعوهم في جاهليتهم .... فإن الله أحياكم بالهداية بعد موتكم الروحى بالكفر والشرك، وأَنعم عليكم بأَن جعل لكم نورا تمشون به في الناس، بما أَنزله إِليكم من أَنوار القرآن والهَدْىِ النبوى. فهل يصح لكم أن تتَّبعوا من يعيشون في الظلمات؟!
أوَ مَن كَان في غَيِّه وضلاله ميتا، فأحييناه بالهُدَى ودين الحق، كمن صِفَتُهُ أنه غارق في الظلمات ليس بخارج منها؟! … فإذا كان الفرق بينهما كبيرا، والبَوْنُ شاسعا، فلا يليق بكم أَن تتركوا نوركم، وتتَّبعوهم في ظلامهم.
أَي: مثل ما زين الله للمؤْمنين إِيمانهم وأَعانهم عليه، بعد ما أَخذوا بأسبابه، ترك ﷾ الكافرين لشياطينهم: يزينون لهم ما كانوا يعملون من الكفر والمعاصي، وتخلى عنهم حين انصرفوا عن هُدَاه. كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾ (١).