ذكرت الآية السابقة تخاصم المشركين عند الله يوم القيامة، إذ يقول النبي ﷺ لهم إني بلَّغت فكذبتم، واجتهدت في الدعوة فلججتم في الخصومة والعناد، فيعتذرون بما لا طائل تحته، وجاءت هذه الآية بعدها بيانًا لحكم الله عليهم وعلى غيرهم من سائر المكذبين للرسل.
والمعنى: لا أحد أشد ظلمًا، ولا أقبح افتراءً واختلافًا ممن اجترأ على مقام الأُلوهية، وكذب كل الله فادَّعى معه الشريك أو نسب له الولد، أو غير ذلك من أنواع الشرك، وَغَلَا في هذا وتجاوز مفاجئًا من غير رويَّة ولا تأَمُّل فكذَّب بالأمر الذي هو عين الحق،