هذه الآية مرتبطة بما قبلها. وهما في شأن غزوة أُحد.
والمعنى: ثم صرفكم الله عن جهاد المشركين، حين تصعدون في الأرض وتبعدون فيها هربًا. لا تلوون على أَحد ولا تلتفتون إليه لتعينوه، أَو تنجدوه؛ لانشغالكم بالهرب والنجاة بأَنفسكم.
وهو تصوير لما كان عليه حال المسلمين عند انهزامهم في أُحد.
﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾:
أي في مؤَخرة جيشكم أثناء هربكم وفشلكم؛ للعودة إلى القتال.
﴿فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ﴾:
فجزاكم غمًّا وحزناً بفوات النصر والظفر بالغنيمة، وقتل من قتل منكم بسبب غمكم للرسول ﷺ، بمخالفة أمره. أو جزاكم على مخالفتكم غمًّا متصلاً بغمًّ.
قال القفال: وعندنا: أن الله تعالى، ما أَراد بقوله: ﴿غَمًّا بِغَمٍّ﴾ اثنين، وإِنما أراد مواصلة الغموم وطولها. أي أن الله عاقبكم بغموم كثيرة. مثل: قتل إخوانكم وأقارِبكم،