للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢)

[المفردات]

﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ المراد بهم: القبط وهم أهله وشيعته بمصر.

﴿النُّذُرُ﴾: الإنذارات المتكررة، أو النذر: موسى وهارون إطلاقًا للفظ الجمع على الإثنين.

﴿عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾: لا يغالب ولا يعجزه شيءٌ.

[التفسير]

٤١ - ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ﴾:

صُدِّرت قصة آل فرعون بالتوكيد القسمى لإبراز كمال الاعتناء بشأْنها لعظم ما فيها من الآيات، وهول ما لاقوه من العذاب، وقوة إيجابها للاتعاظ، والاكتفاء بذكر آل فرعون عن ذكره للعلم بأَن نفسه أَولى بذلك، لأنه رأس الفساد وقمة الضلال.

والمعنى: وبالله لقد جاءَ آل فرعون الإنذارات المتكررة بما سيلقونه من عذاب ونكال أو فقد جاءَهم الرسل يوسف وغيره إلى أَن جاء موسى وهارون، وقد كان منهم ما حكاه الله بقوله:

٤٢ - ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾:

هذا استئناف مبنى على حكاية مجئ النذر، كأنه قيل: فماذا فعل آل فرعون حينئذ؟ فقيل: ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا﴾ أي: بمعجزاتنا الدالة على توحيدنا، ونبوة أَنبيائنا؛ فإن تكذيب البعض تكذيب للكل، أَو المراد بالآيات كلها معجزات موسى وهي