للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والجور، ويجعلكم خلفاء في أَرض مصر ولعل هذا الوعد الكريم يشير إلى حكمهم لمصر في عهد يوسف (١).

﴿فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾:

أَى فيرى ربكم كيف تعملون في عبادته ومعاملة خلقه حين تحكمون مصر، أَتتبعون سبيل الرشاد فتنجوا وتسعدوا؟ أَم تسلكون سبيل الغى والفساد فتؤاخذوا.

ثم بدأَ الله تعالى يحدثنا عن النذر التي سبقت عقابه لفرعون وآله بالإِغراق في اليم وهو مُليم فقال:

﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٣٠) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣١)﴾.

[المفردات]

﴿بِالسِّنِينَ﴾: السنون جمع سنة والمراد بها هنا القحط والجدب، يقال أصابتهم سنة أي جَدْبٌ.

﴿الْحَسَنَةُ﴾: كل خير والأَقرب هنا السعة والخصب.

﴿سَيِّئَةٌ﴾: السيئة كل ما يسوء والأَقرب هنا الجدب والقحط.

﴿يَطَّيَّرُوا﴾: يتشاءموا.

﴿طَائِرُكُمْ﴾: يطلق الطائر على الحظ والنصيب والعمل والرزق.


(١) أو لعله يشير إلى حكهم سابقا في أرض فلسطين، فقد كانوا فيها خلفاء لمن قبلهم، فيكونون قد وعدوا بإهلاك عدوهم، وبإبدالهم من بعد العبودية في مصر، ولاية الحكم في فلسطين، وصدْق هذا الوعد أو ذاك يتحقق ولو بمرة، وقد أزال الله دولتهم لبغيهم، وقطعهم في الأرض أمما، فخسروا استحقاقهم الوعد بميراثهم الأرض.
واحتمال ميراثهم حكم فلسطين - مؤقتا - هو الأقرب إلى قوله تعالى "وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" وسيأتي قريبا الكلام عليها.