﴿مُرْدِفِينَ﴾: أَي مُتْبِعين بعضهم بعضا، بأَن يكون بعضهم في إِثر بعض، أَو مُتْبِعين المؤْمنين لهم، بأَن يكونوا خلفهم.
﴿وَلِتَطْمَئِنَّ﴾: لتسكن.
﴿عَزِيزٌ﴾: لا يغالَب في حكمه.
﴿حَكِيمٌ﴾: يفعل ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.
[التفسير]
٩ - ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾: سبب النزول: عن عبد الله بن عباس ﵄ قال: حدثنى عمر بن الخطاب ﵁ قال: لما كان يوم بدر، نظر النبي ﷺ إِلى أَصحابه وهم ثلثمائة رجل وبضعة عشر رجلًا، ونظر إِلى المشركين فإِذا هم أَلف وزيادة، فاستقبل نبى الله القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم أَنجز لى ما وعدتنى، اللهم إِن تَهْلَكْ هذه العصابةُ لا تُعْبدْ في الأَرض، فما زال يهتف مادًّا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أَبو بكر ﵁ فأَخذ رداءه فأَلقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبى الله: كفاك مُنَاشدَتَك ربّك فإِنه سينجز لك ما وعدك. فأَنزل الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾ الآية .... فلما كان يومئذ والتقوا هزم الله المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا وأُسر سبعون.
وقد جاءت هذه الآية الكريمة تذكيرًا للمؤمنين بأَنه تعالى لم يتخل عنهم حين لجأْوا إِليه واستغاثوا به، وقتما رأَوا قلتهم وضعف استعدادهم أمام جيش المشركين الكثير العدد، القوى الاستعداد، بل أَمدهم بالملائكة من عنده.
وقد أسندت الاستغاثة في الآية إِلى المؤمنين، مع أَن سبب النزول الذي تقدم ذكره يحكى أنها كانت من النبي ﷺ، لأنه ﷺ كان يعبّر باستغاثته عمّا في نفوس المؤمنين، وجرت به أَلسنتهم من لجوئهم إِلى الله - تعالى - لينصرهم.