وقد اشتملت هذه السورة أَيضًا على مقاصد أخرى لا تنفرد بها، بل يشاركها فيها غيرها من السور. ومن هذه المقاصد: التحذير من فتنة الحياة الدنيا وزينتها ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (٤٥) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (٤٦)﴾.
ثم ختمت السورة الكريمة بالحث على إعداد العدة للقاء الله ﵎ بالعمل الصالح - ونعم اللقاءُ لقاؤُه - ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُولِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)﴾.
﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾: العوج - بكسر العين وفتحها -: الميل والانحراف عن القصد حسيا كان أَو معنويا. وقيل يختص مكسور العين بالمعاني، ومفتوحها بالأعيان: فتقول: في رأيه أَوْ قولِه عِوج، وفي عصاه عوَج. والمراد نفى العيب والخلل عن القرآن الكريم لفظا ومعنى.
﴿قَيِّمًا﴾: أي مستقيما، أو كفيلا، أَو مُهَيْمِنا.
﴿لِيُنْذِرَ﴾: الإنذار؛ التحذير مع التخويف. ضد التبشير.