للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦)

[المفردات]

﴿مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: مفاتيحها، وهو كناية عن ملكه لهما وتصرفه فيهما.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾: القرآن أو حجج الله وبراهينه.

﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ﴾ أي: على سبيل الفرض.

﴿لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾: ليبطلن وليفسدن.

[التفسير]

٦٢ - ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾:

الله خالق كل شيءٍ من خير وشر وإيمان وكفر، لكن لا بالجبر، بل بمباشرة المتصف بهما لأسبابهما. فالآية رادة على المعتزلة (١) ردًّا ظاهرًا ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ يتولى التصرف


(١) فإنهم يقولون: إن العبد يخلق أفعاله الاختيارية بقوة أودعها الله فيه، مستندين إلى نحو قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، وقوله: ﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ﴾. وقوله: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ ولذا يكون الثواب والعقاب على عمل العبد الذي كسبه باختياره، وخلقه بإرادته مستعملا القوة الربانية التي أودعها الله فيه صالحة للخير والشر، فأحسن استعمالها في الخير وأساء استعمالها في الشر.