للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ﴾: واقرأ عليهم - ﴿نَبَأَ﴾: خبر - ﴿فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾: فخرج منها وتركها ﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ﴾: أَدركه وتمكن من الوسوسة له.

﴿الْغَاوِينَ﴾: المُبْعَدِين في الضلال - ﴿أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾: مال وسقط.

﴿يَلْهَثْ﴾ اللهث: التنفس الشديد مع إِخراج اللسان.

﴿سَاءَ﴾: كلمة ذمٍّ مثل بئس ومعناها قبح.

[التفسير]

١٧٥ - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا (١) ..... ﴾ الآية: أَي واقرأ يا محمَّد على من بعثت إِليهم ومنهم اليهود، خبر الذي آتاه الله الدلائل والبراهين الدالة على الهدى والداعية إِلى الرشاد فترك العمل بها كلية ونبذها وراء ظهره ولم يعرها التفاتًا وتفكرا، فأَدركه الشيطان بالوسوسة والغواية، وصار قرينًا وملازما له، وازداد عصيانًا وضلالا بذلك ﴿فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾: أَي فصار من الراسخين في الغواية والضلال بإِعراضه عن الآيات البينات التي آتاه الله إياها.

١٧٦ - ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .. ﴾ الآية: أَي ولو أَردنا هدايته إِلى الحق بما أَعطيناه من الآيات، لرفعناه إِلى الانتفاع بها والعمل بمقتضاها والوصول إِلى الدرجات العالية والمنازل الرفيعة.

﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾: أَي ولكنه مال إِلى الهبوط بسوءِ اختياره.

﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾: بالإِعراض عن تلك الدلائل الواضحة، فانحط أَشد انحطاط وارتدَّ أَسفل سافلين. وحرم بذلك من مشيئتنا هدايته، ورفعه من كبوته.


(١) اختلف في تعيين الشخص الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها، فقيل هو بلعم بن باعوراء، أو بلعام بن ياعر من الكنعانيين، أوتى علم بعض كتب الله تعالى، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، وقيل هو أمية بن أبي الصلت، وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل في هذا الزمان رسولًا ورجا أن يكون ذلك الرسول، فلما بعث نبينا محمَّد حسده وكفر به، وقد أغفلنا ذكر اسم هذا الغاوى في التفسير، نظرًا للاختلاف فيه، ولأنه ليس هناك سند مقبول يعتمد عليه. في تعيينه، والله أعلم به والمهم هو مغزى قصته لا شخصه لأن شخصه لا يتعلق بتعيينه غرض، فلذا غفل القرآن ذكر اسمه، وقد تبعناه في ذلك.