فيه ما تشتهيه الأَنفس وتلذ الأَعين على أَعلى مستوى، وإن اللهَ سبحانه لعليم بأَحوال من قضى نحبه، وسال دمه في سبيله، ومن مات معاهدًا ربه على الاستشهاد في نصر دينه، ولكنه في هجرته وجهاده مات حتف أَنفه، دون أَن يحقق أُمنيته في الاستشهاد في سبيل ربه، وكما أَنه تعالى عليم بأَحوالهما، فهو حليم بإِمهال من قاتلهما حتى يأْخذه أَخْذَ عزيز مقتدر، ويذيقه في الآخرة عذاب السعير، أَو يتوب فيتوب الله عليه.
بين الله تعالى في الآيتين السابقتين أَن من هاجر في سبيل الله ثم قتل أَو مات فإِن الله سيحسن جزاءَه بإِدخاله مدخلا يرضاه في الجنة، وأَن يرزقه فيها رزقا حسنا، وجاءَت هذه الآية لتقرير هذا الوعد، ولإِباحة رَدِّ الاعتداء على المعتدى.