أي لا تجعل أيها المكلف مع الله إلها آخر تشركه معه في الألوهية - وتتجه إليه معه بالطاعة والعبودية، فيترتب على هذا الإشراك أنك تمكث في جهنم جامعا على نفسك الخذلان من الله حيث يدخلك جهنم، ومن الآلهة الشركاء حيث لا قدرة لها علي أن تخلصك من عقاب وربك. ويترتب عليه أيضا الذم من الله والملائكة والمؤمنين من عباده لأنك اتخذت إلها فقيرًا مثل فقرك، عاجزا مثل عجزك، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضررا، كما لا تملك لنفسك، ونسبت إليه ما لا يصلح، وجعلته شريكا لمن لا شريك له، وهو الذي خلقك ورباك، وبرزقه كفاك، نعوذ بالله من الشرك خفيه وظاهره، ونسأله العافية وحسن الختام.
﴿وَقَضَى﴾: وأمر أمرا قاطعًا .. ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا﴾: أي إن وصلا أو أحدهما إلى الشيخوخة والكبر في كنفك وكفالتك. ﴿أُفٍّ﴾: اسم صوت يدل على الضجر. ﴿وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾: أي ولا تنههما عمالا يعجبك بغلظة. ﴿قَوْلًا كَرِيمًا﴾: أي قولًا لينا جميلا يقتضيه حسن الأدب. ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ﴾: أي ألِنْ جانبك شفقة عليهما