﴿آيَاتُنَا﴾: القرآن. ﴿قَالُوا مَا هَذَا﴾: يعنون رسول الله التالي للآيات. ﴿يَصُدَّكُمْ﴾: يصرفكم ويمنعكم. ﴿عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ﴾: من الأصنام. ﴿وَقَالُوا مَا هَذَا﴾: يعنون القرآن المتلُوَّ. ﴿إِفْكٌ مُفْتَرًى﴾: مختَلَقٌ ﴿لِلْحَقِّ﴾: أمر النبوة كله، أو دين الإِسلام. ﴿سِحْرٌ مُبِينٌ﴾: ظاهر لمن تأمله أنه سحر. ﴿كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا﴾: يقرأونها ﴿مِعْشَارَ﴾ معشار الشيء: عشره، وقيل: المعشار: عشر العشر، وقيل المعشار: عشر العُشَير، والعُشَيرُ هو عشر العشر، قال الماوردي: وهو الأظهر: لأن المراد المبالغة في التقليل اهـ: قرطبي. ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾: فكيف كأَن إنكاري لهم بالتدمير؟ والاستفهام للتهويل، أي: كان إنكاري هائلًا شديدًا.
هذا بيان لبعض آخر من كفرهم، أي: وإذا تتلى عليهم بلسان رسول الله ﷺ آياتنا الناطقة بأحقية عقيدة التوحيد وبطلان الشرك، يسمعونها من فمه الشريف، قالوا: ما هذا؟ - يعنون رسول الله التالي للآيات الواضحات - إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم من الأَصنام، ويصرفكم عنه، ويمنعكم منه، فيجعلكم من أتباعه من غير أن يكون له دين إلهي، وإضافة الآباء إلى المخاطبين لتحريك عروق العصبية منهم، مبالغة في تحبيب الشرك إلى نفوسهم، وتثبيتهم عليه، وتنفيرهم عن التوحيد، وقالوا: ما هذا - يعنون القرآن المتلو عليهم - إلا كذب مختلق ومفترى بإسناده إلى الله ﷿ وأشاروا إلى القرآن بهذه الاشارة للنيل منه - قبحهم الله - وأنَّى لهم ذلك وهو الكتاب الكامل ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ كما أشاروا إلى الرسول بمثلها في قولهم الذي حكاه القرآن عنهم بقوله: ﴿مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ﴾ للغض من شأنه ولن يستطيعوا، فهو ﷺ خير