للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتطلق الشفاعة على التوسط لإيصال شخص إلى منفعة دنيوية أو أخروية، أو خلوص من مضرة ما.

﴿نَصِيبٌ﴾: النصيب، الحظ. وهو قابل للزيادة، وأكثر ما يستعمل في الخير.

﴿كِفْلٌ﴾: الكفل؛ الوزر والإثم، أو المقدار المساوي، وأكثر ما يستعمل في الشر.

﴿مُقِيتًا﴾: مقتدرا، أو حافظًا وشاهدا.

﴿حَسِيبًا﴾: محاسبا ومجازيا، أو كافيا، أو حفيظا.

[التفسير]

٨٥ - ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا … ﴾ الآية.

المراد منه: بيان أن من يسعى في أمر، فيترتب عليه خير - لفرد أو لجماعة - كان له نصيب من أجر ذلك الخير، الذي ترتب على سعيه.

﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا﴾:

أي: ومن يَسْع أمر، فيترتب عليه شر، كان عليه وزرٌ مِن ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه وشفاعته.

وهذا عام في الأمرين. فيدخل في الأول التحريض على القتال في سبيل الله، فإن لمن يقوم به نصيبا من أجر المقاتلين، دون أَن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا. ويدخل في الثاني: التثبيط والتخذيل، وإذاعة الأخبار قبل عرضها على أولي الأمر، وإشاعة الأراجيف بين الناس، فإن على من يقوم بذلك وِزرًا مثل وِزْرِ القاعدين عن القتال بدون عذر: لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا.

والتعبير في جانب الحسنة بالنصيب، وفي جانب السيئة بالكفل لكثرة استعمال النصيب في الخير. وكثرة استعمال الكفل في الشر.

﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾:

أي: وكان الله على تحقيق كل شيء من الأشياء مقتدرا.

ومن ذلك قدرته على جزاء كل من المحسنين والمسيئين، بما يستحقونه من جزاء.