وهذا الفريق الذي عميت بصيرته في الدنيا وكان أَعمى في الآخرة، هو لفريق الذي أَوتى كتابه بشماله، بدلالة ذكره مقابلا للفريق الذي أوتى كتابه بيمينه، ولم يذكر بعنوان أوتي كتابه بشماله صريحا كما ذكر الفريق الأول بعنوان إيتاء كتابه بيمينه، اكتفاء بذكر السبب الموجب لذلك وهو ونه أعمى البصيرة في الدنيا، وأَعمى وأَضل سبيلا في الآخرة.
قال ابن عباس في سبب نزول هذه الآية، إن وفد ثقيف أَتوا النبي ﷺ فسألوه شططا وقالوا متعنا بآلهتنا سنة حتى نأخذ ما يهدي لها فإذا أخذناه كسرناها وأسلمنا، وحرم وادينا كما رمت مكة حتى يعرف العرب فضلنا عليهم، فهمَّ رسول الله ﵊ أن يعطيهم ذلك فنزلت. وقيل سبب نزولها هو قول أكابر قريش