- بفتح العين، وقد تسكن -: الإبل والبقر والغنم، ويكثر استعمالها في الإبل خاصة، ﴿أَوَعَظْتَ﴾: الوعظ؛ التذكير بما يلين القلوب. ﴿خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: سجيتهم وطبيعتهم.
[التفسير]
١٢٣ - ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾:
لما قصَّ الله - سبحانه - على سيدنا محمَّد ﷺ خبر نوح ﵇ تسلية له عما يلقاه من قومه، قصَّ عليه أيضًا نبأ هود ﵇ مع قوله، وزمانُهم بعد قوم نوح ﵇ كما جاء في سورة الأعراف: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً﴾ (١). وقد كانوا أقوياء الأجساد شديدي البطش، في سعة من الأولاد والأموال والبساتين والأنهار والزروع والثمار والخيرات التي لا تحصى، وكانوا مع ذلك يعبدون غير الله - تعالى - وكان أمرهم مع هود ﵇ ما قص الله في هذه الآية، ما بعدها.
والمعنى: كذبت قبيلة عاد جميع المرسلين، فإن تكذيبهم لرسولهم هود ﵇ يعتبر تكذيبًا لجميع الرسل، لاتحاد دعوتهم في أصولها وغاياتها، وتأنيث الفعل هنا باعتبار أن المراد بعاد (القبيلة) وهو في الأصل اسم لأبيهم الأقصى، فأطلق عليهم.
يرى القاريء في قصص نوح، وعاد قوم هود، وثمود قوم صالح، وقوع لوط، وقوم شعيب - يرى القاريء - في هذه القصص الخمس أنها قد بدئت جميعًا بالأمر بالتقوى والطاعة، وقول الرسول لقومه: إنه لا يسألهم أجرًا على تبليغه الرسالة إليهم، وتصديرُها بذلك للتنبيه على أن الرسالات السماوية قائمة على الدعاء إلى تقوى الله ومعرفة الحق، وطاعة الرسل فيما أمروا به أو نهوا عنه جلبًا للثواب ودفعًا للعقاب، والتنبيه إلى أن الرسل لا يبتغون من وراء تبليغ رسالاتهم أجرا وجاهًا، وليعلم القاريء أن الرسل وإن اتفقوا على العقائد وأصول الشرائع،